الاثنين، 17 مارس 2014

طائر الحسون "سْطَيْلة" مهدد بالانقراض في المغرب

طائر الحسون "سْطَيْلة" مهدد بالانقراض في المغرب

 

 تعالت في الأونة الأخيرة أصوات جمعيات علم الطيور، صادحة بمجزرة/ مهزلة، أبطالها العاطلون وصناع القرار، في حين أن ضحيتها طائر، أوقعه حظه العاثر في المغرب، نعم، من منا لا يعرف طائر الحسون،"سطيلة" أو "موقنين"، وحتى إذا كان الأمر كذلك، فيكفي أن تقوم بزيارة صباحية يوم الأحد إلى سوق القريعة بالدارالبيضاء، أو أحد الأسواق المعروفة بتجارة الطيور بمختلف مناطق المغرب، عندها ستشاهد منظرا هذه الطيور وقد وقعت بالمئات في شراك أحد العاطلين عن العمل فجمعها داخل قفص كبير، في منظر يؤنب ضمير كل هاو للطيور، و جاء بها إلى السوق  لبيعها، حتى يطعم أطفاله أو يشتري بعض المهلوسات للهروب من واقعه




                    

في الجهة المقابلة أولئك الذين تغنوا بالبيئة ملء الحناجر في حملاتهم الانتخابية، و كأن الأمر لا يتعلق بمجال تدخلهم ...، غير مبالين بما يحصل لهذه الثروة والتراث الوطني. والخطير في الأمر، والذي بات يقد مضجع الجمعيات المغربية لعلم الطيور، هو هذه الموضة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، حيث أصبح هناك مهربون مختصون في جمع هذا الطائر من الأسواق المغربية، وتهريبه عبر الحدود المغربية الجزائرية إلى الجزائر، علما أن هذه الأخيرة قد أصدرت قانونا يجرم صيد هذا الطائر بطريقة غير قانونية على أراضيها ... ، كما فعل المغرب في السنة الماضية، حيث أصدرت المندوبية السامية للمياه والغابات قانون بمقتضاه "يمنع صيد أو سجن أو حيازة أو وضع في أقفاص الفهد و ...و ... و طائر الحسون ". لكن هذا القانون بقي حبيس الرفوف ولم يتم تفعيله على أرض الواقع.
لكن ما سبب سكوت الجهات المعنية على هذا الخرق السافر للقانون؟
نعلم أن الدولة قد وضعت قوانين صارمة لحماية الوحيش، الأمر الذي جعلها تنظم فترات الصيد واحترام فترة الراحة البيولوجية، حتى يتسنى المحافظة على هذه الثروة واستقرارها وتكاثرها، لكن لماذا لم يُحترم القانون الخاص بطائر الحسون ؟؟؟ الجواب بسيط:
- لأن صناع القرار لا يعرفون شيئا عن هذا الطائر، ولا يدخل في مجال اهتمامهم أو هوايتهم  حتى . عكس الحجل و الأرانب والخنازير و....
-لأن صناع القرار يمتلكون ضيعات فلاحية، ويعتبرون أن هذا الطائر مفسد للمحصول الفلاحي، وبطبيعة الحال فالعقلية البراغماتية، آخر شيء تفكر فيه هو البيئة، مادمت هذه الأخيرة قد تسبب تلفا أو تقليصا لأرباحهم الفلاحية، بل إن بعضهم يبيد هذا الطائر بمبيدات خاصة، دون شفقة أو رحمة، كأن هذا الكون ملك له واحده ولا حق لكائنات أخرى أن تعيش ...
 طائر الحسون تراث وثروة وطنية، يجب المحافظة عليها، واتخاذ إجراءات حازمة وبلورة قوانين زجرية، للحد من هذا النزيف، وإلا فسنكتفي برواية القصص لأبنائنا، عن طائر أسطوري كان يعبر القارات ليصل إلى حتفه في المغرب.  

ليست هناك تعليقات:

Blog Archive

Blogger news

Free Traffic Exchange